I
اسمي ليلى يونس، ولدت وتربيت في لبنان. وأعمل باحثة اجتماعية وريادية في مجال الأعمال الاجتماعية. أؤمن أن لكل واحد منا مسؤولية في جعل هذا العالم مسكنا متسامحا وسعيدا. وأنا أعمل حاليا على تأسيس مشروعي الخاص لتمكين المرأة اقتصاديا ونفسيا من خلال الطبخ.
II
ازدادت أهمية موضوع عدم المساواة بين الجنسين في مجال حقوق الإنسان في لبنان خلال السنوات القليلة الماضية. و رغم تحقيق بعض التقدم في هذا المجال، الا أنه بقي الكثير من الواجب فعله. وقد أظهرت دراسة حديثة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن صورة المساواة مشوهة عندما تتفوق النساء على الرجال بالتعليم خلال المراحل الدراسية المختلفة (الأساسية ، الثانوية ، والجامعة) مع ذلك ، لا ينعكس هذا على القوى العاملة ولا على الإنخراط السياسي حيث يبقى عدد النساء المشتركات قليل جدا. ولا يقتصر وجود التمييز بوضوح على قطاعي العمل والتعليم، فالقانون اللبناني لا يحمي النساء من العنف الأسري ولا الاغتصاب. ويعتبر الإغتصاب في لبنان جريمة جنائية عقابها القانوني لا يتعدى الخمس سنوات لكن يمكن اطلاق سراح المغتصب اذا وافق على الزواج من الضحية حتى دون موافقتها. إضافة لذلك، فإن الاغتصاب الزوجي وهو أمر شائع في لبنان لا يعترف به القانون. وأحد مظاهر التمييز الاجتماعي الأخرى ضد النساء هو انكار حق المرأة اللبنانية في إعطاء جنسيتها إلى أولادها. لقد قامت الكثير من المؤسسات غير الحكومية وعدد من الناشطين بانشاء العديد من الخطط لتطوير الوضع الحالي، لكن لا يزال الكثير من الدعم والتقدم مطلوبا في هذا المجال.
III
في خضم جميع الأعمال الرائعة المنجزة لتحسين وضع النساء في لبنان، إلا أن الصراع ينقصه شخصية رجولية. وللوصول إلى نتائج مجدية نحتاج إلى دعم أصحاب الشأن كشركاء ومؤيدين للقضية. إن المساواة بين الجنسين تفيد المجتمع بالكامل لذا يتوجب علينا أن نكون عناصر فعالة في هذه الحركة لنتمكن من الوصول إلى نتائج مثمرة.
في نفس الوقت، علينا “تثقيف” النساء اللبنانيات لإعادة تقييم الطريقة التي يرون بها أنفسهن كمخلوقات. فالنساء لسن أدوات جنسية ولا قطعا فنية جميلة فقط يحتجن إلى أن يتناسبن مع أحدث معايير الجمال التجارية إن تدمير معايير الجمال المتطرفة التي أوحتها الصناعات التجارية سيحد من العدد الضخم من عمليات التجميل التي تجرى في لبنان وسيساعد النساء على اعادة تعريف انفسهم كجزء أساسي في المجتمع بدل من الوصول إلى معايير قياس 0، أو أنف صغير جدا، أو عيون ملونة أو شعر ناعم وهو ما حدده الإعلام والمجتمع الأبوي. يجب تمكين النساء لتحدي عدم المساواة في المجالات الاجتماعية والثقافية والدينية. إلا أنه لا يمكن تحقيق تغير حقيقي دون إعادة النظر في الطريقة التي ينظر النساء بها إلى أنفسهن في المجتمع.