سلافيتسا – من كرواتيا، تبلغ من العمر 52 سنة، وتعمل فنية بناء، لكنها عاطلة عن العمل، وهي أم لولدين، يبلغ الأول منهما 16 سنة والثاني 17 سنة.
سلافيتسا هي سيدة ذات تعليم عالٍ، عانت لأكثر من 15 سنةً من إيذاء بدني ونفسي لا يمكن تصوره من زوجها الذي يعاني من اضطراب في الشخصية.
حيث كان زوجها السابق يضربها ضرباً مبرحاً، ويعاملها معاملةً سيئة، ويؤذيها إيذاءً نفسياً لعدة سنوات. لقد اعتاد زوجها أن يجبرها ويجبر ولديهما على الجلوس على الطاولة في حالة صمت، دون السماح لهم بالتحدث إلى بعضهم البعض، ودون التحرك، وكان يجب عليها فقط أن توجه نظرها إليه، في حين كان يتمتع هو بآلامهم ومعاناتهم لعدة ساعات.
لكن سلافيتسا تقول والدموع تغمر عينيها إن ذلك لم يكن يؤلمها بهذا القدر من التعذيب الذي كان زوجها السابق يضعها فيه لأنه “مريض وفقد عقله”، ولكن ما كان يؤلمها أكثر من ذلك هو سوء معاملة المؤسسات التي كان من المفترض أن تقدم لها يد العون والمساعدة عندما كان يضربها ويحاول قتلها بالفأس. وأضافت سلافيتسا إنه حاول فعل ذلك مراتٍ عديدة أكثر من أن تحصيها، إلا أن المرة الأخيرة التي حاول فيها قتلها بالفأس اتهمتها الشرطة، ولم يقوموا حتى بذكر زوجها ولا بذكر الفأس.
لقد لاقت سلافيتسا إذلالاً لا يمكن تخيله من مؤسسة كالشرطة ومركز الخدمة الاجتماعية، كما لو أنها كانت الشخص الذي يسيء إلى زوجها.
وبعد كل ذلك طردها زوجها من المنزل وأخذ منها أولادها، ثم وجدت سلافيتسا مأوى لها في أحد البيوت الآمنة (Safe House). وكانت كل يوم تذهب أمام المدرسة التي يرتادها أولادها، فقط لكي تراهم؛ لأن ذلك هو السبيل الوحيد لرؤيتهم. وكان عليها أن تحذر من أن يراها الولدان حتى لا يؤذيهما أبوهما أو يضربهما.
وفي أحد الأيام تمكنت سلافيتسا من “خطف” ولديها وأخذهما إلى منزلها. وعندما أخذتهما من المدرسة كانا جائعين وملابسهما متسخة، لقد أصبحا يعانيان من مشاكل نفسية حتى يومنا هذا.
وعندما سألتُها عما إذا تمكنت من العثور على السلام، وما الذي يجعلها سعيدة بجانب وجود أطفالها؟ قالت إنه في اليوم الذي يدفع فيه النفقة للأطفال تذهب هي إلى أول محلٍّ يقابلها وتشتري لنفسها علبة سجائر، لأن زوجها لم يكن يسمح لها بالتدخين لعدة سنوات، ناهيك عن شراء السجائر، لأنه كان يعرف مدى ما تجلبه لها السجائر من سعادة.
وعقبت سلافيتسا: “وهكذا عندما اشتريت السجائر للمرة الأولى بدون خوف، أحسست بمثل هذا النصر وهذه الحرية من خلال شراء علبة سجائر بسيطة، لأنها كانت رمزاً لحريتي وسعادتي!!!”.