لا أحب ان أ ذكر إسمى وربما هذا يعنى الكثير، و لأن الإسم المستعار يبدو شئ غريب بالنسبة لى، لذلك أفضل ان اكون مجهولة تماما. أنا فى عقدى الثالث ومن فترة وجيزة توليت مهام منصب تنفيذى فى شركة متوسطة ناجحة.
أحب عملى كثيرا، ولكن أرى بشكل يومى ما يقع عل المرأة من ظلم وعدم المساواة، وفى أغلب الأحيان يكون هذا شئ صعب وخاصة عندما تفكر فى هذا طويلا يصبح شئ صادماً للغاية، وهنا أود أن أذكر ثلاث قصص من مئات القصص التى رأيتها فى الشركة التى أعمل بها وهى شركة تميل إلى الأسلوب المحافظ.
ـ عندما جاء وقت ترقيتى، أثار هذا موجه من السخط بين الزملاء فى العمل، وقامت محاولات حثيثة بكل الطرق لوقف هذه الترقية. وهذا كان موقف صعب جدا لى لأنه لم يصل إلى علمى أن هناك من هو غير راضى عن أدائى فى العمل أو ان هناك مشاكل شخصية مع احداً. وكان هذا موقف صعب أيضا على رؤسائى و الذى تربطنى بهم فى العمل علاقة جيدة كلها ثقة. وقررنا سويا أن نتقصى كل شكوى على حدى، ولم يبدى سوى عدد قليل جدا من الشاكيين رغبتهم فى الحديث معى، ثم تبلور هذا الحوار وخرجنا منه بثلاث أسباب رئيسية، من المفترض انها هى العقبة أمام حصولى على الترقية وهى كالتالى:
“تظهرين بثقة زائدة”
” لا يذكرك أحداً بخير ولست لطيفة بالقدر الكافى”
وبالتحديد قالت لى زميلة وهى تكبرنى فى العمر بكثير “عندما رأيتك أخر مره فى ساحة الشركة فلم تقابلينى بإبتسامة مع أنة من المفروض أن تبتسمى دائماً”
ويبدو فى الواقع ان من كان يقف خلف هذه التحفظات، التى عبر عنها بصفة خاصة الزملاء الرجال فى المراكز التنفيذية وأيضا الكثيرمن موظفين سيدات فى الشركة اللاتى لم يظهرن أى تضامنا وكان هذا شئ مخيب للآمال.ولكنى إجتزت كل هذا وحصلت على الترقية وبالفعل أبتسم الأن أكثر من ذى قبل. ويعتقد فريق العمل أننى خرجت من هذا الفترة مجروحة نوعا ما.ولكن كلما مر وقت على هذا الموقف، أجد نفسى أعود أكثر مرة اخرى إلى حالتى الأولى. ومنذ توليت هذا المنصب التفيذى وتوقفت كل هذه الشكاوى تماما.
ـ كلما ذهبت مع رؤسائى فى العمل ( وهم فقط من الرجال) لحضور إجتماع رسمى، يٌنتظر منى أن( أكون جميلة) و أرتدى الفساتين، فى بادئ الأمر كنت أتصور أن هذا ربما له علاقة بحساسيتى الزائده، إلا أنة فى موقف خاص مع عميل ذات طابع صعب، قال لى صاحب الشركة ( ربما من الأفضل أن ترتدى فستان قصيراً). ولما حدث وعبث العميل بيده فى مناطق من جسدى وكان فى حضور صاحب الشركة الذى لم يحرك ساكنا وانا من هول الصدمة ما استطعت مقاومة هذا العبث، ثم بعد ذلك أخبرنى صاحب الشركة أنة كان مستاءاً جدا مما حدث، ولكن هذا العميل كما يبدو شخص غريب، ويجب عليا أن لا أخذ ما حدث على محمل الجد.
ـ أنا المرأة الوحيده التى تحضر الإجتماعات الرسمية على مستوى الإدارة العليا للشركة و كما هو الحال فى الشركة أشارك أيضا فى إجتماعات مع رجال السياسة والإقتصاد ـ ومن ثم أذهب مع صاحب الشركة من حين لأخر لمثل هذه الإجتماعات ـ وبالطبع من المعتاد ان تروى نكات ” خاصة بالرجال” ويكون فيها نوع من الإستخفاف بالمرأة، وبالطبع أنا لا اكون مقصوده بهذه النكات ولكن هى نوع من الحوار البسيط الذى يسوده روح من الدعابة، وبالتأكيد لا ينتظر منى أن أجارى هذا الحوار وأشارك فيه، لكن لا أدرى ما ينتظرة الأخرون منى فى هذه الحالة. وذات مرة صرّحت بوضوح أن مثل هذه الفكاهات لا أتقبلها.
و أبدى صاحب الشركة ـ وهو مدير ممتاز ويتمتع بالحكمة والثقافة العالية، كما أنة متزوج من إمراة ناجحة ولدية بنات ـ إستغراباً شديدا وأخبرنى بطريق غير مباشر بأن عليا أن اضحك على هذه الفكاهات
كما أخبرى ايضا أنى لحسن الحظ لست من هولاء النساء المتحرارت اللاتى تكرهن الدعابة.
ومن ذلك الحين أحاول ان اتغلب على هذه الفكاهات ” نكات الرجال” بشئ من الدعابة اللاذعة ولكن يقابل هذا دائما بنوع من الحيرة وعدم الفهم .
أشعر بشكل يومى بالفرق بين الرجل والمرأة، ويتفاوت هذا فى كل مره يكون فيها حوار ومع كل مهمة عمل يتم إنجازها. وبصفة خاصة يظهر هذا فى طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض. وأنا أتعامل ايضا مع الرجال والنساء بطريقة مختلفة.
لا أحمل للمستقبل كثيرا من الأمل ـ بالرغم من انى شخصية تميل إلى التفاؤل دائما ـ ولكن أعتقد ان فى ألمانيا قد وصلت حركة تحرير المرأة إلى قمتها ومن المحتمل ان يحدث تراجع إلى الخلف، وبالنسبة للوضع على المستوى العالمى اشعر بالحزن ـ كما أرى أن فى اغلب مناطق العالم يكاد يكون وضع المرأة فى حالة ميئوس منهاـ ولا أدرى ان كان من الأفضل أو من الممكن ان لا نلتفت إلى مسألة النوع رجل أو إمرأة. فمن المفترض أن يكون هناك إحترام متبادل وألا يكون صارع بين جنسين.وما أتمناه كثيرا من كل قلبى ان يحدث تغير فى طريقة تفكير الرجال ولفت الإنتباه لما يحدث يوميها من اشارات جنساوية تجاة المرأة. ولكن الأهم فعلا ان يكون هناك شجاعة أكثر وتضامنا بين النساء بعضهم البعض لاننا فعلا ينقصنا هذا كثيرا.