معلومات عنى:
ولدت انا إرينا عام 1962
فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية( ألمانيا الشرقية ) ونشأت فى مدنية صغيرة تسمى سانجير هاوزين. وهناك عشت أجمل طفولتى بما كانت تقوم بة الأسرة من أنشطة،و قضاء العطلة فى مزرعة جدى وجدتى، وفترة شباب غنية بالاحداث الممتعة مع الأصدقاء،و قضاء الأجازات سوياً والنقاشات حول طول فترة السهر فى المرقص. وإنتهزت الفرصة فى منتصف التسعينات لدراسة علم التربية الإجتماعية وأعمل الأن منذ 12 عام كامقرر ثقافى فى مدينة ماجدبورج والمحور الأساسى لماهم التى أقوم بها هو “عمل الفتاة”.
مسار حياتى وما واجهتة من تمييزو عدم المساواة بين الجنسين:
بعد إنهاء المرحلة المدرسية، بدأت الدراسة فى الجامعة، وبعد أربع سنوات فى الجامعة حصلت على لقب “مدرس للصفوف المدرسية الأولى” فى أول ثمانى سنوات عملت فى أكثر من وظيفة، فكنت مدرسة، ومربية فى حضانة، ومدير لفريق الكشافة وكما عملت أيضا فى معسكر العطلات لمنطقة هارتز (هى سلسلة جبال تقع فى شرق ألمانيا) و هذا كان على غير المعتاد فى حقبة ألمانيا الشرقية ان تغير العمل كل عامين. حتى ذلك الحين لم أشعر بأن هناك فرق فى التعامل وهذا لأن حياتى كانت تسير حقا بطريقة مستوية. وبعد التحول الذى حدث عام 1989 وإعادة الوحدة الألمانية بين ألمانيا الشرقية والغربية عام 1990، عدت إلى سانجير هاوزين(المدنية التى نشأت فيها) وخضت تجارب مختلفة تماما. وبدأت أسأل نفسى عن مستقبل عملى: ما الذى يمكن أن أعملة بما حصلت علية من مؤهلات فى حقبة ألمانيا الشرقية؟
و استطعت كموظفة تربوية فى مركز ترفيهى لأوقات الفراغ أن استغل العروض الكثيرة فى ذلك الوقت لمزيد من الحصول على مؤهلات، ولم يكن هذا دائما فى ولاية ساكسن انهلت، ومن ثم كنت دائمة التنقل إلى ـ هانوفر وكولونيا وبون ومدن أخرى…..
فى عام 1991 عادت المفوضية لشئون المساواة فى سانجير هاوزين من سلسلةلقاءات على صعيد ألمانيا وأوضحت فى إحدى الجلسات معنا أنة سيتم إنشاء مشروع نموذجى تحت مسمى ” عمل الفتيات فى المقاطعات الألمانية الجديدة ” ونستطيع ان نقوم بتقديم طلبات للوظيفة.وهنا راودت نفسى أسألة أخرى: ما المقصود بعمل الفتيات؟ ولماذ يكون العرض خاص بالفتيات فقط؟
وهل كانت هناك مساواة فعلا فى ألمانيا الشرقية؟ حتى هذه اللحظة كنت على يقين أنى كإمرأة فى ألمانيا الشرقية متساوية فى الحقوق.
وبما أنى فتاة وإمرأة شابة بدأت ابحث بعناية فى عملية تطور شخصيتى وتعليمى وتوصلت إلى انى فعلا أخترت بمحض إرادتى مهنة التدريس ولكن إكتشفت ايضا ان وراء هذا الإختيار كانت تعمل سياسة الدولة بقوة وتتابعة.
إتضح لى فى العمل مع الفتيات، أنه ليس من السهل حصول الفتاة على مهنة مسيطر عليها الرجال، وفى نفس الوقت أدركت تماما أن على الفتيات ان تنضال فى هذا المجتمع الجديد من أجل الحصول على حقوقهن. وعليا أولا ان أتعلم كل هذا.
كل هذا كان حافزا لى أن اتقدم مع زميلة بطلب للمشروع النموذجى الإتحادى. وفى عام 1992 حصلنا على الموافقة لإجراء مقابلة مع الفتيات فى سانجيرهوزين ( مقاطعة ساكسن انهلت/ ألمانيا).
المشروع كان يحتوى على الأمور التالية: إبراز نقاط القوى عند الفتيات، و حث الفتيات على التفكير بإمعان فى دورهم، وتحفيزهن على متابعة هدفهن بجدية( على المستوى الشخصى والمهنى) وان يناضلن من أجل ذلك.
ولأننا نعمل مع فتيات، كان يقابل هذا دائما بنوع من السخرية وخاصة من الرجال وألمحوا لنا ان هذا المشروع سينتهى بعد عامين فقط. وفى لجان صناعة القرار والتى يسيطر عليها غالبا الرجال،كان عليا أن أشرح لهم كل مرة لماذا نعمل مع الفتيات. حيث كانت تتم الموافقات على الدعم المالى دون عناء إذا كان الأمر يتعلق بمشروع رياضى للشباب.
لقد عملت فى هذا المشروع لأكثر من عشرة سنوات وبلمحة إلى الوراء، استطيع القول بأننى فعلا فخورة على ما قمت به مع الكثير من الفتيات حتى استطعن ان يجدوا الطريق الصحيح لحياتهم ونضالهن من أجل اهدافهن.
فى السنوات الماضية حصلت الفتيات والمرأة على الكثير من المساواة فى الحقوق، بالرغم من ذلك لا يمكن الحديث عن مساواة كاملة بين الجنسين.
رؤيتى للمستقبل:
هو أن تتحسن الفرص للفتيات والشبات واتمنى ان اقوم بهذا العمل من أجل ذلك فى المستقبل.وأريد ان انتهز فرصة اليوم العالمى للفتيات الذى نقيمة فى ساكسن انهلت منذ عام 2012 لكى ألقى الضوء على هذه الأمور وألفت الإنتباة الى التعسفات والظلم لأمور و مجموعات مستهدفة بعينها(مثل: التعليم والتأهيل المهنى والمساواة فى الاجور الخاصة بسوق العمل والمرأة فى المراكز القيادية والتنفيذية) ولتقليل الفروق بين الرجل والمرأة.