إيرميرا تبلغ من العمر 23 سنة. وتعمل نادلة في مقهى في تيرانا.
إن كوني امرأة يعد امتيازًا بالنسبة إلى. فكوني امرأة يعد تضحية هائلة، وصبرًا كي امضي قدمًا وأحلامًا كي يكون لدي كيان في المستقبل. أن أكون امرأة، فهذا يعني لي القوة، القوة أن أنسى وأسامح؛ القوة كي أكون إلى جانب الناس حينما يحتاجون إلى . وهذا يذكرني بأمي. وعلى الرغم من أن هذه العلاقة كانت الأكبر تأثيرًا علي في نمو شخصيتي، ولكني لا أستطيع التوقف عن استدعاء اللحظات السيئة التي عشتها مع عائلتي. لقد كان أبي هو الشخصية المحورية في حياتي حتى عمر 15 عام، إلا أن هذا بدأ يتغير. فقد بعدت المسافة بيننا وتوقفنا عن تبادل الحديث، وقد ملأت أمي هذه الفجوة، والتي أصبح دورها مهمًا في السنوات التالية. إنها لا تزال النموذج بالنسبة إلى وعلي أن أقول أن إدراكي عن الجنس والنوع متأثر بشدة بأمي والعلاقة التي كانت بينها هي وأبي.
إن ما جعلني أقرب إليها الآن في الوقت الحاضر هو واقع أننا نتقاسم مصيرًا مشتركًا، وهو أننا سيدات في بدلة مثل ألبانيا حيث لا تزال الهيمنة الذكورية القديمة حاضرة بشكل تام. وعلى الرغم من أن الأمور تتطور نحو الأفضل، إلا أننا نواجه التمييز خاصة في العمل. فأنا أعمل نادلة، وصدقني أنه من الصعب على والدي أو أقاربي أن يستوعبوا اختياري لهذه المهنة. لقد مرت على العديد من الأوقات التي أردت فيها ترك العمل، بسبب أشكال التمييز المختلفة أو الحكم المسبق الصادر من الناس الذين يأتون إلى البار ويسألون مديري لماذا قام بأي حال من الأحوال بتعيين نادلة امرأة؟ أتذكر أحدى المرات كان هناك عميل لم يعجبه قهوته وقال للمدير: “هذا ما يحدث حينما تعين امرأة، إنك تخسر الزبائن. ليس لديهن أيه فكرة عن كيفية تحضير القهوة”. وكان أكثر موقف مخز حينما كان مدير البار الذي كنت أعمل به يضايقني جنسيًا كما أنه قد فصلني من العمل لاحقًا مدعيًا أنني سرقته. وبعيدًا عن ذلك، أنا أحب عملي، وخاصة في الصباح؛ إنك تري كل يوم نفس الزوجين القديمين يأتيان لشرب القهوة سويًا ويمدحونك على المذاق الجيد لهذا الإسبريسو
إن كنت لتسألني عن مستقبلي، فأنا لست واثقة من أي شيء. إن حلمي هو أن أنهي دراستي الجامعية وأن أحصل على درجة في إدارة الأعمال الدولية،على أمل أن هذا سوف يساعدني في العثور على وظيفة أفضل وبناء مستقبل أفضل. على الأقل لدي أحلام، لأننا أحيانًا نفقدهم جميعًا كذلك.